الأحد، 18 سبتمبر 2011

الشبهة الثالثة من شبهات تعارض ظاهرة الأدلة و النصوص الصحيحة

سلسلة شبهات و ردود : ثبت عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال : ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) ( متفق عليه ) ، فهذا الحديث يبين أن النبى لا يورث .
و توجد آيات فى كتاب الله تعالى ظاهرها التعارض مع هذا الحديث الصحيح ، و منها ، عن زكريا عليه و على نبينا الصلاة و السلام : ( فهب لى من لدنك ولياً يرثنى و يرث آل يعقوب و اجعله رب رضيا ) - مريم-

و لا تعارض بإذن الله تعالى بل آيات الله تعالى و السنة الصحيحة كالبنيان الواحد لا تعارض و لا تنافر
فنقول و بالله التوفيق : أن الوراثة قسمان :
الأول : وراثة حسية أى وراثة المال
الثانى : وراثة معنوية .
فالأنبياء صلى الله عليهم و سلم إذا ماتوا و خلفوا مالاً فإنه لا يورث و إنما يكون صدقة ينفق على الفقراء و المساكين ، و هذا ما يوضحه الحديث ( ما تركناه صدقة ) فالمعنى فى الحديث يعود على الوراثة الحسية .
أما الآيات فهى تشير إلى القسم الآخر من معانى الوراثة ، و هى الوراثة المعنوية و هى وراثة النبوة و العلم و الملك فإنها ثابتة للأنبياء فيموت النبى و يرثه أحد أبنائه وراثة معنوية فيكون نبياً مثل أبيه .
و لمزيد بيان : يقول عز من قال : (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ...) - فاطر- و الوراثة هنا ليست وراثة مال و إنما المقصود منها وراثة العلم ، و مع ذلك فقد سماها الله وراثة فدل ذلك على أن الوراثة تطلق على غير وراثة المال و هى الوراثة المعنوية.
و بذلك ينتفى التعارض و الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق