الأربعاء، 6 يوليو 2011

فلسطين



المقدمة : القدس و ما أدراك ما القدس ، فلسطين و ما أدراك ما فلسطين مشاعر طيبة و أحاسيس رائعة جديرة بالتحية و التقدير و ما أحوجنا إليه دليل عافية القلب و الدين.
  و لا نجد أصدق من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم توضح مكانة القدس فى قلوبنا و عقيدتنا
فمن القرآن الكريم:
يقول الله تعالى : ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)
الإسراء،،1
و يقول تعالى جل فى علاه على لسان موسى : ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم و لا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين)
الأعراف،،137
و من السنة النبوية المطهرة :
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام و مسجدى هذا و المسجد الأقصى ) ،، و قد تواترت دواوين السنة على صحته و لكن،، 
إخوة الإسلام......

 قد يحتاج الحق لوقت ملائم حتى ينتصر و يظفر، فالوقت المناسب له دور كبير فى شرعية العمل ، و هو معلوم فى كثير من العبادات فصوم الفرض و الركن له وقت و هو رمضان ،و الصلوات لها أوقات معلومة محددة و كذلك الزكاة و الحج .........، فإيقاع العمل بعد الوقت المحدد لا يجوز إلا لعذر ، و كذلك التعجيل به قبل الوقت لا بد فيه من نص يجيز ذلك و يرخصه.
إخوة الإسلام ،، 
العقل الصريح الخالي من الهوى و الشهوة هو الذى يعمله صاحبه تحت ضوء شمس الشريعة  و إلا سيضل، كالبصر لا يرى إلا بضوء الشمس.
إخوة الإسلام،،
 الشرع لم ينزل دفعة واحدة ، كما هو متقرر ،فالجهاد فرض بعد الهجرة ، وأحكام شرعية كثيرة فرضت فى المدينة، و الخمر حرمه الله تعالى على ثلاث مراحل لحكمة هو يعلمها سبحانه، و القبلة تحولت، و لم يقتل النبى صلى الله عليه و سلم المنافقين خشية أن يقال أن محمداً صلى الله عليه    وسلم يقتل أصحابه ، و لم ينقض النبى صلى الله عليه و سلم الكعبة و يعيد بناءها على بناء الخليل ابراهيم صلى الله عليه وسلم لحداثة القوم بالإسلام، بل أن الرسول صلى الله عليه و سلم نهى عن قطع يد السارق فى الغزو لأن مبنى الشريعة تحقيق أعلى المصلحتين و دفع أعظم المفسدتين , و غير ذلك من الأحكام التى تحتاج لتقدير الزمان و الوقت و الأحوال.فيا أولى الألباب،، يا أولى النهى
يقول الله تعالى :(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير) الحج 39
فلم يقاتلوا غضباً و حمية و انتقاماً فحسب بل بعد إذنه ، و لا وحى بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و العلماء الربانيون هم ورثته ..فهل أذنوا لكم؟ أخشى أن نهلك إن صرنا خلف هوانا و لم نحكم عقولنا تحت ضوء الشريعة و بعد إذن ورثة النبى صلى الله عليه و سلم .

إخوة الإسلام ،،
يقول الله تعالى:
( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل)الأنفال: 60
فهل أعددنا أنفسنا عدة و عتاداً و تنظيماً و اتحاداً ، هل أعددنا أنفسنا روحياً و دينياً كما يريد الله تعالى منا؟؟
سؤال نطرحه و نترك لكم الإجابة عليه..

إخوة الإسلام،،
نرجو ألا يفهم من كلامنا بارك الله فيكم التهوين أو التخذيل من قيمة الجهاد فى سبيل الله تعالى و خاصة فى سبيل تحرير بيت المقدس..
و لا يفوتنا أيضاً أن نحمد أصحاب هذه الغضبة، و نقول لهم جزاكم الله خيراً أدخلتم السكينة على قلوبنا فقد أريتمونا قضية القدس و فلسطين تبعث للحياة من جديد بعد طول تغييب.....
و لكن،،،،
نعود و نقول ما سلكتم المسلك الصواب حالاً و مآلاً
فما هكذا تورد الإبل....
و ها هم العلماء الربانيون ورثة الانبياء نرى منهم هذا الفقه ، و ما يطلق عليه (فقه المرحلة).
فعلى سبيل المثال لا الحصر:
يقول الإمام الجوينى رحمه الله تعالى فى كتابه (غياث الأمم) :فإذا شغر الزمان عن الإمام و خلا عن سلطان ذى خبرة و كفاية و دراية فالأمور موكولة إلى العلماء ، فحق على الخلائق على اختلاف طبقاتهم أن يرجعوا إلى علمائهم ،  ويصدروا فى جميع قضايا الولايات عن رأيهم فإن فعلوا ذلك فقد هدوا إلى سواء السبيل.

سلطان العلماء العز بن عبد السلام يقول رحمه الله : إذا لم تحصل النكاية فى العدو وجب الانهزام لما فى الثبوت من فوات النفس مع شفاء صدور الكافرين و قد صار الثبوت هنا مفسدة محضة ليس فى طيها مصلحة.
يقول بن القيم رحمه الله : من مزايا العالم الربانى أنه يشتم الفتنة قبل وقوعها.

و ختاماً ،،
أحبتى فى الله أوصيكم و نفسى بالالتفاف حول العلماء الربانين من يمسكون بأيديهم ميزان المصالح و المفاسد و يعملون بنور من الله و توفيقه ، فهم حقاً طوق النجاة.
فالصبر الصبر و التعقل و الحلم و الأناه حتى ننال المراد من رب العباد.
........اللهم حرر المسجد الأقصى ، اللهم احقن دماء المسلمين فى فلسطين و سائر بلاد المسلمين، اللهم عجل لنا نصرك الذى وعدت و اجعلنا من أهله
آمين..
                                       و صلى الله و سلم على نبيه الأمين
                                      و الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق